أوبك الميثاق من المرجح أن تتطور بدلا من إنهاء

جون كيمب28 جمادى الأولى 1439
© فيليبوس / أدوب ستوك
© فيليبوس / أدوب ستوك

وقال الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) محمد باركيندو للصحافيين على هامش مؤتمر عقد في القاهرة اليوم الاثنين ان "معجم الخروج غير موجود في المفردات".

وكان وزراء من منظمة الدول المصدرة للنفط حريصون على مواجهة المضاربة حول نهاية مبكرة لقيود الإنتاج.

وقد عزز باركيندو الرسالة القائلة بأن القيود الحالية ستستمر حتى نهاية هذا العام على الأقل ويمكن أن تستمر حتى عام 2019 ("يؤكد باركندو على التعاون المستمر وليس الخروج"، أرغس، 12 فبراير).

وستستعرض منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التقدم المحرز نحو تحقيق هدفها المتمثل في التخلص من المخزونات العالمية الزائدة في اجتماعها العادي القادم في يونيو / حزيران، لكن الوزراء قللوا من شأن الاقتراحات التي يمكن أن تؤدي إلى الخروج المبكر من الاتفاق.

وأصبح إعلان التعاون الموقع في ديسمبر 2016 بين منظمة أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية ومجموعة مختارة من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك، بقيادة روسيا، أساسيا لاستراتيجية منظمة أوبك لإدارة سوق النفط.

ويبدو كلا الجانبين مرتاحين للنتائج التي تحققت حتى الآن، ويحرصان على توسيع نطاق تعاونهما في الأجل المتوسط.

وقد خفضت مخزونات النفط العالمية إلى ما يزيد قليال عن 100 مليون برميل فوق متوسط ​​السنوات الخمس، مقابل 340 مليون برميل في بداية عام 2017.

المعيار ارتفعت أسعار برنت بحوالي 20 دولارا للبرميل، أي ما يقرب من 50 في المائة، منذ الإعلان عن خفض الإنتاج، وتراجعت أسعار العقود الآجلة من التراجع إلى التخلف.

وقال باركندو في مؤتمر منفصل عقد في الرياض اليوم الاربعاء ان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي الكسندر نوفاك "رسلان بقيمة التعاون".

وقال "لقد ثبت انهم الركيزة الاساسية القوية التى تم بناء التعاون التاريخى بين منظمة الدول المصدرة للنفط / اوبك / وغير الاعضاء فى اوبك" ("ملاحظات تمهيدية من الامين العام" اوبك، 14 فبراير).

إفولوتيون نوت إكسيت
ومن المرجح أن يمتد الاتفاق بين 24 من الدول المنتجة للنفط أوبك وغير الأعضاء في منظمة الأوبك ويتطور بدلا من إنهائه.

في هذا المعنى، باركيندو هو الصحيح أن نلاحظ خروج ليس على جدول الأعمال. السؤال الحاسم هو كيف ومتى يتم تعديل الاتفاق ليس ما إذا كان ينتهي تماما.

والنتيجة الأکثر ترجیحا ھي أن الاتفاق یتم تعدیلھ في نھایة المطاف لتشمل مجموعة جدیدة من حدود الإنتاج الأعلی مع الحفاظ علی إطار الاجتماعات المنتظمة بین منتجي الأوبك والدول غیر الأعضاء في الأوبك.

ولكن مع المملكة العربية السعودية وروسيا من بين الموقعين الوحيدين الذين لديهم القدرة على زيادة الإنتاج والاستفادة من حدود الإنتاج العالية، فمن المرجح أن يكون التوصل إلى اتفاق واسع أمرا صعبا.
السوق هو تشديد
وكان ضبط الإنتاج أكثر نجاحا بكثير في خفض المخزونات النفطية العالمية الزائدة عن معظم المحللين المتوقعين أو الذين كانوا يتوقعون أصلا من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك، 12 شباط / فبراير).

وتبقى مخزونات النفط الخام حوالي 100 مليون برميل فوق متوسط ​​السنوات الخمس، ولكن إذا ما تم تخفيضها إلى هذا المستوى، فمن المؤكد أن سوق النفط ستشعر بالضيق الشديد، نظرا لنمو الاستهلاك منذ عام 2013.
إن مخزونات المنتجات المكررة قريبة بالفعل من متوسط ​​الخمس سنوات، وفي بعض الحالات دونها، مما جعل العديد من أسواق الوقود تعاني من نقص في إمداداتها.

وفي حين تصر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على أن المخزونات تحتاج إلى المزيد من الانخفاض، فإن معظم مؤشرات سوق النفط قد تمت إعادة توازنها بالفعل وهي الآن في مرحلة تشديد الدورة.

وإذا حافظت أوبك وحلفاؤها على قيود إنتاجها لفترة طويلة جدا، فسوف ترتفع أسعار النفط وتحفز المزيد من الحفر والإنتاج من منتجي النفط الصخري الأمريكي.

وتظهر أحدث التوقعات الخاصة باإلنتاج واالستهالك أن منتجي الصخر الزيتي األمريكيين وغيرهم من موردي األوبك سيعالجون بشكل أساسي كل نمو الطلب المتوقع في عام 2018.

وإذا حافظت منظمة أوبك وحلفاؤها على قيود الإنتاج، فإنها قد تحصل على أسعار أعلى، ولكن فقط على حساب فقدان المزيد من حصتها في السوق.
الأولويات المتنافسة
معضلة ما إذا كان لتحديد أولويات الدفاع السعر أو حماية حصتها في السوق مألوفة. وقد تناوبت أوبك بانتظام بين الدفاع عن السعر وحماية حصتها في السوق لمدة 40 عاما.

قبل يونيو 2014، كانت المنظمة تركز على حماية الأسعار فوق 100 دولار للبرميل، حتى على حساب فقدان حصة السوق لمنتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وفي الفترة ما بين يونيو / حزيران 2014 ويونيو / حزيران 2016، تحولت األولوية نحو استعادة حصة السوق، على حساب تراجع حاد في األسعار.

منذ كانون الأول / ديسمبر 2016، كان التركيز على خفض مخزونات النفط الزائدة ودفع الأسعار، على الرغم من أنها تكلف بعض حصتها في السوق، وخاصة في آسيا.

وقد نجحت استراتيجية خفض األسهم وزيادة األسعار، إال أن التكاليف المرتبطة بها بدأت في االرتفاع حيث أخذ منتجو الصخر الزيتي في الواليات المتحدة يتزايدون أكثر فأكثر من نمو الطلب العالمي.

وفي وقت ما، ستضطر منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها إلى تحويل تركيزها مرة أخرى نحو زيادة الناتج ووقف تآكل حصتها في السوق. والسؤال الوحيد هو متى.
مسألة التوقيت
ومن المحتمل أن تعدل منظمة أوبك وحلفاؤها الإعلان في مرحلة ما لتشمل حدود إنتاج أعلى بهدف الدفاع عن حصتها في السوق دون أن تؤدي إلى انخفاض حاد في الأسعار.

ويتمثل التحدي في الحصول على توقيت وحجم زيادة الإنتاج بشكل صحيح بحيث يتم امتصاص العرض الإضافي من خلال زيادة الاستهلاك.

لكن التجربة تشير إلى أن منظمة أوبك ستترك التعديل متأخرا جدا، وتشدد السوق كثيرا وتزداد الأسعار.

وستقوم المنظمة بعد ذلك بزيادة المعروض في الوقت الذي يتسارع فيه العرض من خارج أوبك ويتباطأ نمو الطلب بالفعل.

وقد سمحت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) للسوق بتضييق أكثر من اللازم بعد كل من الهبوطين السابقين في عامي 1997/1998 و 2008/2009، مما أدى إلى تجاوز الأسعار لأهدافها الأولية. ومن المحتمل حدوث شيء مماثل في 2018/19.

أما التحدي الآخر بالنسبة لمنظمة الأوبك فهو إدارة توقعات السوق.

وقد قامت صناديق التحوط ومديري الأموال الأخرى ببناء موقف صاعد قياسي في النفط الخام في توقع أن تستمر أوبك وحلفاؤها في كبح جماح الإنتاج والاستمرار في تشديد السوق بشكل جيد حتى عام 2018.

وقد ساعد بناء املراكز من قبل مديري الصناديق على تسريع وتيرة ارتفاع أسعار النفط ووفرت حصادا مبكرا ألوبك وحلفائها.

أي إشارة إلى أن المنتجين يستعدون لزيادة إنتاجهم يمكن أن يؤدي إلى الاندفاع للخروج من بعض تلك المراكز الصاعدة وانخفاض حاد في الأسعار.
صعبة إعادة التفاوض
ويفضل معظم اعضاء الاوبك تشديد سوق النفط كثيرا والاستفادة من الايرادات قصيرة الاجل فى الايرادات بدلا من المخاطر التى لا تشددها بما فيه الكفاية وتراجع اسعارها.

وتحتاج السعودية، وهي الزعيم الفعلي للمنظمة والمنتج الحقيقي البديل، إلى أسعار مرتفعة نسبيا لتحقيق التوازن بين ميزانية الحكومة ودفع برامج التحديث الاجتماعي والاقتصادي الطموحة.

وتحتاج المملكة أيضا إلى ارتفاع الأسعار للمساعدة في تأمين تقييم إيجابي في بيع بيع الأسهم في شركة أرامكو النفطية الوطنية.

ويحتاج معظم أعضاء أوبك الآخرين أيضا إلى ارتفاع الأسعار لخفض عجز ميزانيتهم ​​والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي الداخلي.

ومن بين الدول غير الموقعة على اعلان التعاون، اعربت روسيا عن بعض التحفظات حول ضرورة حماية حصتها فى السوق، ولكنها وافقت حتى الان على مواصلة استراتيجية الدفاع السعرى.

وفي نهاية المطاف، فإن معظم أعضاء منظمة أوبك والدول غير الأعضاء في منظمة أوبك يدركون مخاطر دفع الأسعار إلى حد كبير، ولكن التفاوض بشأن حدود الإنتاج المنقحة سيكون صعبا.

وربما تكون السعودية والكويت وروسيا هي الموقعين الوحيدين الذين لديهم القدرة على زيادة انتاجهم بشكل كبير على المدى القصير.

أما الدول الأخرى الأعضاء في منظمة الأوبك والدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك فلا تملك سوى القليل من الأرباح من ارتفاع حدود الإنتاج، وتفضل ارتفاع الأسعار بدلا من ذلك.

وتتمتع المملكة العربية السعودية وروسيا بالقدرة على رفع الإنتاج من جانب واحد، أو بالاتفاق مع بعضهما البعض، ولكنها قد ترغب في الحفاظ على الإطار الأوسع للتعاون الذي تم بناءه بشق الأنفس منذ عام 2016.

وبما أن التفاوض على إجراء تعديل تصاعدي للحدود الإنتاجية قد يثير جدلا، فمن الأسهل بالنسبة لمنتجي الأوبك وغير الأعضاء في منظمة أوبك أن يواصلوا الاتفاق الحالي لأطول فترة ممكنة.
الشرق الأوسط, المالية, الوقود والزيوت, طاقة الاقسام