من المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الخام الأمريكي بأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2018 مقارنة بعام 2017، وفقا لأحدث التوقعات القصيرة الأجل الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
سيبلغ إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة حوالي 10.6 مليون برميل يوميا هذا العام مقارنة مع 9.3 مليون برميل يوميا في عام 2017 ("توقعات الطاقة على المدى القصير"، تقييم الأثر البيئي، 6 فبراير).
وقد تم تنقيح التوقعات بشكل حاد من أقل من 10.3 مليون برميل يوميا في وقت آخر التنبؤ في يناير 2018 و 9.9 مليون برميل يوميا في يوليو 2017 (http://tmsnrt.rs/2EpmSoV).
وقد أدى النمو السريع غير المتوقع في الإنتاج المحلي الأمريكي من الولايات ال 48 السفلى في الأشهر الأخيرة إلى قيام الوكالة بإعادة قياس أرقام إنتاجها في المستقبل.
ومن المتوقع ان يرتفع انتاج النفط الخام من ال 48 باستثناء المياه الفدرالية فى خليج المكسيك، ومعظمها من الصخر الزيتى، بحوالى 1.25 مليون برميل يوميا هذا العام.
ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاج السوائل الأمريكية، الذي يشمل سوائل الغاز الطبيعي، بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم في عام 2018، وهو بالضبط نفس الزيادة المتوقعة في استهلاك السوائل العالمية.
وإذا ثبتت التوقعات بشكل صحيح، فإن منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة سيحصلون على جميع أو معظم النمو المتوقع في استهلاك النفط العالمي هذا العام.
أوبك كونداري
ويؤكد ارتفاع الناتج من الصخر الزيتي التهديد التنافسي المتنامي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها بقيادة روسيا.
والجهود الرامية إلى كبح جماح الإنتاج في إطار التعاون بين منظمة أوبك وحلفائها من غير أعضاء منظمة أوبك تعيد إطلاق النار.
وتقبل البلدان المتعاونة بالفعل حصتها في السوق إلى منتجي الصخر الزيتي، في إعادة تشغيل الوضع قبل أن تراجعت أسعار النفط في عام 2014.
وإذا نجح ضبط الإنتاج في خفض المخزونات العالمية أكثر من ذلك، ودفع برنت بشكل كبير فوق 70 دولارا للبرميل، فإن الزيادة الصخرية الناتجة والتباطؤ في نمو الاستهلاك سوف تزيد من خطورة هذا الخطر.
وكانت المعضلة بين الدفاع عن الأسعار أو حماية حصتها في السوق مألوفة بالنسبة لمنظمة الأوبك على مدى السنوات الأربعين الماضية، وقد تناوبت المنظمة بانتظام بين متابعة هذه الأولويات المتنافسة.
وركزت أوبك التي تقودها السعودية على الدفاع عن الأسعار قبل عام 2014، ثم تحولت إلى حماية حصة السوق بين يونيو 2014 ويونيو 2016، قبل العودة إلى الدفاع عن الأسعار اعتبارا من ديسمبر 2016 فصاعدا.
وقد عملت استراتيجية الدفاع عن الأسعار ولكنها بدأت الآن تهدد حصة المنظمة في السوق، ويمكن أن تصبح ذات نتائج عكسية إذا كانت بعيدة جدا.
إكسيت تيمينغ
ويتعين على أوبك وحلفائها البدء في التخطيط للخروج من اتفاق إنتاجهم بهدف الحصول على بعض الطلب على السوق على الأقل في عامي 2018 و 2019 مع منع تراجع آخر في الأسعار.
وتركز منظمة أوبك على الحفاظ على الإنتاج الحالي حتى نهاية عام 2018، على الرغم من أنها وعدت بإجراء استعراض مؤقت في الاجتماع الوزاري المقبل في يونيو.
لكن الحفاظ على ضبط الإنتاج حتى نهاية العام سيؤدي إلى تشديد السوق أكثر من اللازم ويدعو إلى زيادة الطفرة الصخرية الأخرى التي من شأنها أن تكرر أحداث 2011-2014.
وفي الفترة ما بين عامي 2011 و 2014، كان أعضاء منظمة أوبك يقدرون باستمرار التهديد التنافسي من الصخر الزيتي، إلى أن تطغى عليهم.
الحفاظ على ضبط الإنتاج لفترة طويلة جدا هذه المرة سوف تكرار نفس الأخطاء التي أدت إلى تراجع لاحق.
يجب على منظمة أوبك وحلفائها أن يختاروا بين تسوية مبكرة وسلسة ومسيطر عليها لاتفاق التعاون أو أن يتعرضوا لخطر في وقت لاحق وأكثر اضطرابا.
جون كيمب